>
مصر المحروسة تمتلك شواطئ على البحر الأبيض والبحر الأحمر بأطوال (خرافية) نحن نطل على البحر الأحمر بطول يقترب من 900 كيلو متر ونطل على البحر الأبيض المتوسط بطول لا يقل عن 900 كيلو متر أخرى. هناك فى العالم دول لا ترى شكل المياه الطبيعية سواء بحار أو أنهار لكنها تعيش وتستثمر وتطور من آليات أسواقها وإنتاجها وإنتاجيتها وهناك دول تطل من خلال ثقب صغير على أحد البحار أو البحيرات ولكنها استطاعت أن تستثمر ذلك الثقب وأن تمد أنابيب المياه المالحة لكى تجرى عمليات تكنولوجية تحلية المياه (وهى تكنولوجيا رخيصة للغاية) واستطاعت أن تزرع آلاف ومئات الآلاف من الأفدنة من تلك المياه المحلاة! ماذا فعلنا نحن بشواطئنا الطويلة العريضة؟ لا شىء أكثر من أن وضعنا لافتات لملكية أفراد أو شركات لهذه المساحات من الأراضى المواجهة للبحار لتعلن عن قرية سوف تنشأ أو مستعمرة خاصة لبعض المحظوظين؟ شىء غير مقبول وطنيًا واستراتيجيًا وضد مستقبل هذا البلد وسوء إدارة لأصولنا الثابتة حيث إننا فى أشد الاحتياج اليوم لزيادة رقعة الزراعة فى مصر وفى أشد الاحتياج لاستخدام مواردنا المائية استخدامًا رشيدًا سواء كانت هذه الموارد بحار أو بحيرات أو أنهار «وترع» ومصارف! لا يمكن أبدًا أن تكتفى المملكة العربية السعودية بإنتاجها وإنتاجيتها للقمح فى الوقت الذى لا تمتلك فيه المملكة نهرًا أو أمطارًا ولا يمكن أبدًا أن نعتمد على استيراد 80٪ من غذائنا من العالم الخارجى - ونحن نمتلك كل هذه الإمكانات. لماذا لا نضع خطة لتحلية المياه على سواحل البحر الأحمر حتى لو كان ذلك باكتتاب وطنى أو حتى بالتبرع من المؤسسات الرابحة فى أعمال الهواء أو الأسمنت أو الحديد أو السماد أو الألومنيوم أو أى شىء من أصوله الأولية تمثل (أصولاً للمصريين)، (هواء وأرضًا)! لماذا لا نأخذ تلك المياه المحلاة لكى نزرع كل شواطئنا على السواحل؟ لماذا لا نزرع مصايد الأسماك على تلك السواحل؟ وبجانبها، مركز تبريد، وتعبئة وتغليف وتصدير لتلك اللحوم البحرية التى نحتاجها ونستورد جزءًا كبيرًا منها للأسف الشديد؟ لماذا لا نفكر قبل نهاية الفترات المحددة لنا للتفكير أن حكوماتنا تشبه لدى بالتلاميذ الخائبين الذين يستذكرون دروسهم قبل الامتحان بأسبوع؟ والنتيجة دائمًا ما تكون غير لائقة بشعب عظيم وأمة تمتلك كل أدوات ازدهارها وتقدمها لكن للأسف الشديد نتعامل مع ممتلكاتنا باستهتار شديد!! كما أن إدارة مواردنا وإدارة أصول الدولة مع مجموعة من الخائبين، حظنا هباب (المرحوم أحمد رجب).