>
دائماً كانت «تونس» هى البادئة فى مشوار مقاومة الاستبداد، وهى البادئة بإشعال فتيل ثورات الربيع العربى، وحينما قامت الثورة فى بداية يناير 2011 وهروب «زين العابدين بن على» وحققت الثورة مفاجآتها، بأن سقط النظام أمام جماهير الشعب التونسى الغاضب، سرعان ما انتقلت رياح الثورة إلى القاهرة، وبدأت الشرارة الأولى صباح يوم 25 يناير من نفس الشهر ونفس العام، وكأن النظام المصرى، فى غيبوبة، حيث قيل إن «مصر» ليست «تونس» وإن «مبارك» ليس «بن على» وكنت أحد المصدقين لهذه المقولات! ولكن سبحان الله، تحولت الأمور بسرعة أشد، وتناغمت حركة الثوار فى «مصر وتونس ثم ليبيا ثم اليمن» وكان اللهب ينهب هشيم النظم العربية كلها، حتى إن استطاعت القوى السياسية الملتحفة بالإسلام السياسى، بأن تقفز على السلطة سواء فى «تونس» «حزب النهضة» أو فى «مصر» «جماعة الإخوان المسلمون»، التى بسرعة أنشأت ذراعاً سياسية تحت اسم «الحرية والعدالة» وسطت على الثورة وعلى البلاد.